logo

التفاهم في العلاقات لا يعني انعدام الفهم الخاطئ

مرحبا يا صديقي .. احب ان احدثك اليوم عن احد الاعتقادات الخاطئة -ربما تكون صحيحة- التي بدات تنتشر مؤخرا.

اما هذا الاعتقاد فهو الظن بان التفاهم في العلاقات الصحية يعني انك مهما اخطات في اللفظ او الفعل -غير قاصد- فلن يفهمك الطرف الاخر بشكل خاطئ وان تحديدك لاستمرارية العلاقة يجب ان يقوم على هذا المعني للتفاهم من بدايتها.

فان كان الطرف الاخر غير مطبق لهذا المعني فلا يجب عليك بذل المزيد من الجهد في علاقة مصيرها الفشل ففي النهاية هو شخص غير متفهم.

قد يكون لهذه النظرة اسباب نفسية يمكن صياغتها بشكل علمي ولكنني هنا ساتحدث من وجهة نظري.

حقيقة الامر انني اري ان هذه النظرة لمعني التفاهم ظالمة له مفسدة للعلاقات تميل الى المثالية الفارغة نتبناها لسهولة اتخاذ هذا المسار ليس الا .. ففي النهاية اذا رميتُ بالخطا على الطرف الاخر في فساد العلاقة فلن اتحمل اي مسؤولية بالاضافة الى انني لن احتاج الى بذل اي جهد لنجاح العلاقة.

ولكن صدقني اذا اتخذت ذلك المعني منطلقا لنجاح علاقاتك فلن تنجح اي علاقة تنخرط فيها طوال حياتك , ربما تنجح احداها ولكن ليس بفضلك -هذا ان اعتبرناه نجاحا واعتبرناها علاقة- فكل ما فعلته انك رميت بكل المسؤولية على الطرف الاخر لتنجح العلاقة بفضل سعيه لنجاحها ولم تبذل اي جهد لبنائها معه.

اما العلاقات الصحية يا صديقي فهي التي نبنيها معا واللتي لا تبدا بالمعني المثالي للتفاهم الذي يذكر في جلسات السمر انما يشوبها الخلافات والكثير الكثير من الاخطاء التي يجب ان يعمل الطرفان فيها سويا للوصول الى التفاهم فيما بينهما.

من الطبيعي احيانا ان يُفهم كلامك بشكل خاطئ ومن الطبيعي ان تخطئ في علاقتك ويجب عليك ايضا تقبل فكرة ان يُخطئ غيرك , لسنا بملائكة يا صديقي العزيز جميعنا يخطئ مرة والف مرة ولكن السر في نجاح العلاقة هو بعض من الرغبة في الاستمرارية , مقاومة النفس وبذل الجهد لانجاح العلاقة ومحاولة التفاهم.

لا تستمع الى من يقول انك غير مضطر لشرح ما يجول بداخلك ففي عالم الواقع لن يفهك احد اذا لم تتحدث فلا احد يعيش بداخل عقلك ولن ينبض قلبك في صدر غيرك.

اشرح دائما لمن تحب اسبابك وحاول الوصول معهم للتفاهم ولا تتخلي عن علاقاتك تحت تاثير الوهم بالعلاقة المثالية .. حاول يا صديقي حاول وتوقف عن التخلي.

اضغط ESC للخروج